مع بداية العام الجديد نلاحظ خروج فئة من المتسولات أصبحن يتخذن طريقاً آخر لجلب الأموال من المواطنين والمواطنات في مجتمعنا؛ لاسيما الفتيات، وذلك عن طريق الترويج لتوقعات وتنبؤات على أصعدة مهنية وشخصية.
"البصارات" أو"المنجمات" هن مدعيات المعرفة والإبصار للمستقبل والأمور الغيبية، ومعظمهن من الأجنبيات الوافدات يتخذن أسلوب السرد والتشويق يترجمنه من خلال قراءة الكف، ورمي الودع ونظرات العينين أيضا!!..
أمينة السعود "طالبه جامعية" تروي ماحدث لها من يومين، وقالت: أثناء خروجي من إحدى المحلات الخاصة، أتت لي سيدة أجنبية، وقالت لي"عيونك يابنت فيها الكثير من الهموم والكآبة وعندك مشكلة وش رأيك أحكي لك إياها!"
وتواصل أمينة "بصراحة وافقت، فالفضول انتابني لمعرفة ماتعلمه السيدة، واستغربت في الوقت نفسه من أسلوبها، فهذه المرة الأولى في حياتي التي أقابل (بصارة) وجهاً لوجه وفي مجتمعنا تحديداً، فكنت أسمع عنها بدول عربية، مسكت السيدة كف يدي وبدأت تنظر و"تبحلق" بعيني وبكفي وتخبرني بأن العام الجديد سيكون خيراً، وكثير من الأمور السارة ستحدث خلاله وسألتني العديد من الاستفسارات منها هل أنت متزوجة؟ أم عانس؟ موظفة أوطالبة؟، وذكرت لي بعض الهوايات التي أحبها وغيرها من الأمور التي أجزمت على حصولها خلال السنة منها زواجي، حينها شعرت وكأني مغفلة أنني سمحت لها بمسك كفي، وتداركت مسرعة وقلت لها لحظة من فضلك انتظريني في مكانك وسأعود، وأسرعت نحو السيارة وذهبت لمنزلي دون عودة".
وهنا حال الفتاة نوف الغنام (خريجة ثانوية عامة) كحال معظم الفتيات في حب الاستطلاع، وقالت: قابلت إحدى المتسللات المدعيات المعرفة وقراءة الكف بالشارع عند بوابة احد المحلات التجارية؛ ووافقت على عرض السيدة بدافع المعرفة، ولكني لا أؤمن بهذه الخزعبلات مطلقاً، فأرى الأمر مجرد تسلية.وعن ماقالته البصاره تبين نوف(قالت لي أنت فتاة جميلة وهناك من يقف في نصيبك ويعكر حياتك بشكل مستمر، وهذا مايعطل نصيبك بالزواج ووجود وظيفة مناسبة، فأنتي محسودة من سيدة تعرفك جيداً) وبعد وصف البصارة لمواصفات السيدة تؤكد نوف أن التسلية دفعت ثمنها غالياً، فما أن انتهت البصارة من حديثها إلا وطلبت منها 200ريال، حينها نوف ذهلت وقالت للبصارة لما لم تخبريني من البدايه أنك تريدين مقابل لما قلتيه هذا المبلغ!.
الفتاة منى الحماد في أكاديمية العلوم الصحية، تعرضت لموقف خلال هذه الأيام في داخل أحد الأسواق التجارية العامة، فالبصارة جاءت لمنى أثناء سيرها داخل السوق وحدها، وقالت لها يابنت أنت مسكينة ليس عندك حظ!، واستغربت حينها من كلامها بهذه الطريقة وفي هذا المكان.
تقول منى: لقد أوضحت لي أنها تحمل الكثير والمزيد من المعلومات وتود إخباري بها ليتحسن حظي خلال العام الجديد فقط من خطوط وتفاصيل كف يدي ، وذلك مقابل مبلغ 200 ريال؛ وأكدت لي إن لم تكن معلوماتها صحيحة التي ستبينها لي، بإمكاني استرجاع المبلغ منها، مشيرة إلى أنها رفضت هذا الطلب.