اقترب باحثون أمريكيون خطوة في تشخيص ضعفٍ يصيب خلايا المخ العصبية ويؤدي إلى آفة النسيان. وهذا الضعف يصيب الخلايا العصبية مع تقدم الإنسان في العمر، واكتشافه قد يساعد في السنوات القادمة على إيجاد علاج لهذه الآفة.
فقد قال علماء أمريكيون إنهم اكتشفوا سببا للنسيان مع تقدم العمر يتمثل في وجود مادة بالمخ تعمل على تثبيط إشارة عصبية.
ورجح الباحثون في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة "نيتشر" البريطانية إمكانية التخلص من هذا النسيان، وأشاروا إلى أنهم يعتزمون القيام بالمزيد من التجارب مع كبار السن في هذا الاتجاه.
وتصاب الإشارات بين المسارات العصبية في المخ بالضعف مع تقدم الإنسان في العمر بسبب قلة الإشارات التي تطلقها الخلايا العصبية للمتقدمين في السن، مما يؤدي إلى نسيان الإنسان المسن للأشياء في كثير من الأحيان، حسبما أوضح الباحثون الذين درسوا ولأول مرة التغيرات التي تطرأ على الخلايا العصبية في منطقة قشرة المخ، وهي الجزء المسؤول عن الإدراك.
الذاكرة الحية والنسيان:
وترسل هذه الخلايا العصبية إشارات مثيرة بشكل دائم للإبقاء على المعلومات "حية" وهو ما يساعد الإنسان على الاحتفاظ بالأشياء التي يستخدمها بشكل يومي، مثل تذكر مكان مفتاح السيارة على سبيل المثال.
غير أن هذه الذاكرة الحية أيضا تمثل قاعدة التفكير المجرد والعمليات المتشابكة وإخفاء الأفكار غير المناسبة، ولكن من الضروري تحديث هذه الذاكرة السريعة بشكل مستمر.
ودرس الباحثون معدل طاقة الإشارات الخاصة بالخلايا العصبية أثناء التجارب التي أجروها على الحيوانات، فوجدوا أن إطلاق الخلايا العصبية لإشارات لدى الحيوانات المسنة يتم بشكل بطيء أثناء عملية التذكر، وأنه من الممكن زيادة تردد هذه الإشارات إذا تم تكييف الوسط الكيميائي للخلايا العصبية ليصبح قريب منه لدى الحيوانات الصغيرة.
وتبين للباحثين أن الكثير مما يعرف بجزيئات "سي ايه ام بي"، التي تضعف تردد الإشارات، تتجمع في منطقة الفص الجبهي للمخ المسن، وأن هذه الجزيئات تفتح قنوات في جدران الخلايا العصبية مما يسمح لتسلل الجزيئات المشحونة "أيونات" ويضعف تردد الإشارات الناقلة للمعلومات بالمخ.
وأشار الباحثون إلى أنهم يعتزمون القيام بتجارب ميدانية على مادة جوانفاسين الفعالة لاعتقادهم أن تأثيرها جيد لتحسين القدرة على التذكر.