تجري فحوصات نهائية أعطت نتائج إيجابية على دواء جديد يؤمل أن يوقف انتشار الخلايا السرطانية في جسم الإنسان، وتتم تجربته هذه الأيام على عشرات المرضى الذين أخفقت العلاجات الكيميائية والإشعاعية في إيقاف انتشار المرض لديهم.
وقال العالم المتخصص بعلوم الكيمياء التشيكي كاميل باروخ، الذي أجرى الفحوصات مع فريق مختص من جامعة ماساريك في مدينة برنو ثاني أكبر المدن التشيكية، إنهم قاموا بدراسة إحدى المواد الكيميائية متعددة الخصائص، والتي يتم استخدامها أساساً في علاج مرض السرطان.
وأضاف باروخ "أجري بعض التعديل في تركيبة هذه الخصائص لينتج عن ذلك دواءً جديداً يعمل على استهداف الخلايا السرطانية فقط، في حين لا تؤثر المركبات الجديدة المعدلة في الدواء على طبيعة الخلايا الحية، الأمر الذي يوقف انتشار المرض".
آثار جانبية:
وقد تم إخضاع هذا المركب الجديد لفحوصات بينت عدم تأثيره على الجهاز المناعي ولم يترك آثاراً جانبية ضارة، متجاوزاً بذلك المراحل الصعبة من الاختبارات الضرورية التي تشهد اليوم المراحل النهائية، وبتمويل كبير من إحدى كبريات شركات إنتاج الأدوية في أميركا.
وأكد رئيس الفريق العلمي يرجي دامبورسكي من جامعة مساريك أنه استطاع بالتعاون مع بعض المختصين في علوم الكيمياء تطوير آلية جديدة سيتم اعتمادها قريبا على أغلب الأدوية من أجل القضاء على التأثيرات والمضاعفات الجانبية للأدوية.
وأوضح أن الاكتشاف يتمثل في تحديد أنواع من الإنزيمات (الإنزيم مادة بروتينية تتسبب في تحولات كيميائية) وإدخالها في تركيبة الأدوية الجديدة، وبشكل خاص تلك التي تعالج السرطان.
وتعمل هذه الإنزيمات المعدلة على تخليص الجسم من السموم التي تنتج من فعالية الدواء، الأمر الذي لا يلحق الضرر بالخلايا الحية، في حين تتعرف تلك الإنزيمات على تلك السموم وتقضي عليها دون أن تتوسع وتنتشر في أماكن أخرى في الجسم.
ليس سهلا:
وقال المختص بعلوم الصيدلة بالعاصمة براغ د. مويمير هوبل إنه اطلع على هذا الدواء الجديد "الذي لن يكون سهلا، بل يجب أن يثبت خلال السنوات القادمة أنه بالفعل قادر على إيقاف انتشار الخلايا السرطانية بالجسم".
وأرجع ذلك إلى اختلاف أغلبية أدوية السرطان من مريض لآخر، وخضوعها لمدى تقبل الجسم لها، وارتباط ذلك بالتفاعلات الداخلية وتحديداً بالجهاز المناعي.
ويضيف أنه في حال ارتباط هذا الدواء بمسألة انعدام المضاعفات الجانبية على الخلايا الأخرى الحية فإن النجاح قد يكون حليف