صراع...نعيشه كل لحظة
صراع..الكل منا يعيشه ما دام قلبه ينبض بحب الحياة..و ما دام عقله لم ينطفئ سراجه..لا بل ما دامت مشاعره و أفكاره تسري بعروق جسده ..
صراع..نعيشه كل لحظة..نلازمه إن كنا:سعداء,متألمين,و حتى ساعة الوحدة لاتخلو منه..
صراع..يسكن روح كل شاب وشابة بالأخص..فالشباب هون عمر الشّهوات..يسكن كذلك روح كل مسلم و مسلمة على وجه العموم أيا كانت درجاتهم في الإلتزام بالدّين..
عندما تدعونا أنفسناللخير ترسل(أرواحنا الطّيّبة) رسائل أن: "أقدمي يا نفس و على بركة الله.."
ما نلبث أن نحرّك دواخلنا لبدء العمل حتّى تأتي "النفس الأمّارة بالسوء" كما سمّاها ربها جلّ في علاه لتطالبنا بفعل تلك المعصية! عندها تعلن أرواحنا حالة التّأهّب للصّراع, ترفع الإنذارات..و يتعالى الصّوت..معلنا البداية..تزداد الدّعوات للشّرّ..و تقدم المغريات على طبق من دهب..يتراءى للمسامع بعض العبارات مثل:"مرذة واحدة لا تضرّك" ,"جرّب أنت لن تخسر شيئا"!
تطالب النّفس الطّيّبة بحقها فهي من سبقت لدعوتنا و تنادي:"خير البرّ عاجله" ,"يكفي تسويفا"!
أهذا ما قلت عنه ما أجمله؟!نعم ما أجمله لمن خرج منه منتصرا..عند من ذاق طعمه..و أحس بحلاوته.هذا حال كلّ مسلم و مسلمة حدث لهم هذا الصّراع..فأشهروا سيف العزيمة, و تغلبوا على كل فكرة سوداء تغزو عقولهم و قلوبهم من أجل البعد عن حبّهم الأعلى المتمثّل في اتّصالهم بربّهم العالم بكلّ خافية..
أعلنوها علانية:"نعم نستطيع أن ننتصر على شهواتنا","قادرون على التّغلّب على كلّ ما يغضب الله","صابرون على كلّ ذلك..ثابتون بإذن الله".
عندها..رفعوا بأيمانهم راية النّصر..أناس تركوا أنفسهم الأمّارة بالسّوء و تعوّذوا بالله من شيطانهم..و بالاستعانة بخالقهم حطّموا كلّ الحواجز و سلكوا درب الهدى و طريق الرّشاد..لم يبالوا بأيّ شيء سوى مرضاة ربّهم..فهي رأس مالهم كما يرون!
و ما أتعس من انهزم..قيّدته نفسه الأمّارة بأغلالها..بل حاصرته من كلّ جانب..حتّى إن دعته نفسه الطّيّبة للخير تقاعس و تكاسل و تعذّر بأعذار واهية...!
خسر دينه..الّذي هو سبب وجوده في هذه الدّنيا..
أهو جهل منهم؟ لا أعتقد.أم تناسي النّهاية؟ ربّما..أم هي الغفلة!
إلى كلّ منتصر..هنيئا لك الفوز و جائزتك ستدخلها جنة عرضها السماوات و الأرض! ففيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر..
و أنت أيها المهزوم لم يحالفك الحظّ و حظّ أوفر المرّة لقادمة كما يقال........لقد نسيت! فلن يكون هناك مرّة قادمة فالحياة فرصة واحدة لا تعود.
أخيرا..الكلّ يعلم النّهاية: إنّها جنّة أو نار.................فهل فكّرت أيّهما ستختار؟!