من يختار من ؟ الرجل يختار المرأة ام هي التي تختاره ؟
الظواهر الاجتماعية تقنعنا بأن المرأة تطلب بضم التاء , خصوصا في الصيغة التقليدية للزواج بمعني ان فلانا يسمع عن فلانة من انها ابنة أسرة طيبة السمعة ويسمع بأنها حسنة الشكل وحسنة الجوهر ويدرك انها تناسبه فيتقدم لخطبتها ثم يراها وتراه وان وافقت جميع الاطراف تمت الزيجة.
ولكن أحيانا تقول المخطوبة : لا, والاسباب متعددة. وقد يلقي الخاطب نظرة علي المخطوبة فتتبخر كافة الاسباب التي اتت به اساسا الي بيت الاسرة ليقدم نفسه. وتتعدد الاسباب ولكن النهاية واحدة وهي ان الزواج لا يتم . وهنا تختفي معالم الاجابة علي السؤال الاول: من يختار من؟
كلما راودتني هذه الافكار اتذكرصديقة كندية اسمها جينيفر تعرفت عليها منذ زمن طويل بحكم زمالة دراسية جمعتني بزوجها الاستر. لم تكن تجاوزت الحادية والعشرين وكان الاستر شديد الوسامة وشديد التميز بين زملاء الدراسة. وفي احد الايام سئلت جينفر كيف تزوجت الاستر الذي تتمناه كل الفتيات فقالت ببساطة: رأيته فاعجبني فصممت علي الزواج به وتزوجته.
هذه الاجابة تفيد بمالا يحتمل الشك بأن جينفر اختارت الاستر. وقد توحي تلك القصة بأنها تحرض الفتيات علي التحرش بالرجال نفسيا او عاطفيا او حتي اجتماعيا بقصد نصب الشباك حول رجل بعينه واصطياده زوجا. وهو مالا يطيقه الرجال ربما لأن البرمجة الجينية للانسان الذكر تدفعه في اتجاهات مغايرة لذلك السيناريو. الذكر في مملكة الانسان صياد يعتبر نفسه اسدا . والاسد يدخل عرينة سيدا مطاعا ويحمي الانثي التي يصطفي داخل العرين ويزأر زئيرا تقشعر له ابدان سكان الغابة بما فيهم الانثي نفسها. ولكن الرجل الاسد ينسي الطاووس. ففي مملكة الطيور ذكر الطاووس هو الاجمل وهو صاحب الريش الملون وهو الذي يفرد ذيله البديع اذا لاحت في الافق انثي تروق له لعل ذيله الملون يجذبها فترضي بصاحبه وليفا واليفا. وهنا يتبدي ان الانثي هي التي تختار الذكر وليس العكس صحيحا. وفي احيان كثيرة تنظر الطاووسة الي الذيل المفرود ببرود ثم تولي ظهرها لصاحبه وتمضي. وسرعان ما ينكمش الذيل الملون وينطوي صاحبه علي نفسه.
في بداية شبابي قرأت عبارة لاحسان عبد القدوس مفادها ان فتاة قالت للشاب الذي تحب: تزوجني يا عبيط لأنك لن تجد من هي افضل مني.
اعترف انني اعجبت بتلك الثقة العالية واختزنتها في منطفة آمنة في ذاكرتي وربما اكون طبقتها بطريقة ما في حياتي الخاصة. أتذكر جيدا انني حين التقيت ...
الطاووسة الي الذيل المفرود ببرود ثم تولي ظهرها لصاحبه وتمضي. وسرعان ما ينكمش الذيل الملون وينطوي صاحبه علي نفسه.
في بداية شبابي قرأت عبارة لاحسان عبد القدوس مفادها ان فتاة قالت للشاب الذي تحب: تزوجني يا عبيط لأنك لن تجد من هي افضل مني.
اعترف انني اعجبت بتلك الثقة العالية واختزنتها في منطفة آمنة في ذاكرتي وربما اكون طبقتها بطريقة ما في حياتي الخاصة. أتذكر جيدا انني حين التقيت بزوجي مرقت الفكرة في خاطري كالبرق من ان هذا الرجل هو مشروع زوج يستحق التفكير والتقدير. و اتذكر اليوم الذي سألتني فيه احدي المقربات اليه : لماذا لا تتزوجي فلانا؟ وكانت اجابتي حاضرة فقلت علي الفور: لكي اتزوجه يجب ان يطلبني للزواج. وما ان مضت ايام الا وفعل.
في الظاهر هو طلب وانا وافقت . ولكن قبل ان يطلب كنت راقبته واكتشفت مفاتيحه واكتشفت ما يحب وما يكره واكتشفت نقائصه وحاورت نفسي ان كنت قادرة علي التعايش معها , وحرصت علي ان ابين له انني احب عملي ولكني اقبل بقدر مساو علي الحياة المنزلية والمهارات التي تتميز بها المرأة ومنها التفوق في طهي الطعام.
ونجحت . فقد جاء طالبا فاردا ريشه الملون الجميل. و أحيانا اقول له انني ما ان رايته حتي صممت علي الزواج به ولم يكن يستطيع مني فكاكا. فيقول ضاحكا: وهل سمعت مني شكوي؟ لم لا نقول الحمد لله وكفي؟.