تواصل
السلطات اليابانية السباق مع الزمن لمواجهة ما وصفها رئيس الوزراء ناوتو
كان بأسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية, بسبب الزلزال العنيف الذي بلغت
قوته 8.9 درجات, والمخاوف من حدوث انصهار بمحطة
طاقة نووية في مقاطعة فوكوشيما.
وأعلنت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية أنها تستعد لضخ مياه البحر إلى
المفاعل رقم2 في محطة فوكوشيما دايتشي النووية, من أجل عمليات التبريد في
قلب المحطة التي تضررت بفعل الزلزال وأمواج المد البحرية (تسونامي) يوم
الجمعة الماضي.
وكانت الشركة -وهي أكبر مرفق كهربي في اليابان- قد بدأت بالفعل ضخ مياه
البحر إلى المفاعلين النووين رقم1 و3 لتبريد قلب المفاعلين وتخفيف الضغط
داخلهما.
ووصف رئيس الوزراء الياباني الوضع في محطات الطاقة النووية بأنه ما زال
مقلقا, مشيرا إلى أنه وافق على قطع الكهرباء في كل منطقة ثلاث ساعات
لمواجهة النقص في إمدادات الطاقة.
أزمة إنسانية
وتصف رويترز الأزمة الإنسانية بأنها متنامية, بعدما ترك
الزلزال المدمر وأمواج المد الناجمة عنه ملايين الأشخاص بلا مياه أو كهرباء
أو منازل أو تدفئة.
ومع توقع المسؤولين إمكانية تجاوز عدد القتلى عشرة آلاف، حشدت البلاد جهود
الإنقاذ لتوزيع الطعام والمياه والوقود وانتشال الناجين العالقين من
المباني والمنازل المدمرة وجرى إجلاء 350 ألف شخص.
وبعد يومين من الكارثة غمرت الأمواج مناطق بأكملها وابتلعت ما يقدر بخمسة
آلاف منزل. وقالت وزارة الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية إن 1.8 مليون
أسرة في أنحاء البلاد بلا طاقة و1.4 مليون بلا كهرباء.
وذكرت وكالة كيودو اليابانية للأنباء إن نحو 21 ألف منزل دمرت أو تعرضت
لأضرار شديدة, وسط توقعات بأن يرتفع عدد القتلى مع فقد الاتصال بعشرات
الآلاف من الأشخاص.
يأتي ذلك بينما رفعت وكالة الأرصاد الجوية في اليابان التحذير من حدوث
موجات تسونامي بالنسبة لساحل المحيط الهادي، في وقت حذر فيه خبراء من وقوع
مزيد من الهزات الارتدادية.
وقد حذر علماء الزلازل من وقوع هزات ارتدادية بقوة تصل سبع درجات على مقياس ريختر خلال الأيام المقبلة.
حالة الرياح
على صعيد آخر, قال مسؤول بالأرصاد الجوية في اليابان إن
اتجاه الرياح التي تهب فوق المجمع النووي الذي تضرر من الزلزال، سيتحول من
الجنوب إلى الغرب خلال ساعات، مما يعني دفع التسرب الإشعاعي نحو المحيط.
وقد
قلل رئيس الوزراء الياباني من تلك المخاطر، قائلا إن الأزمة النووية في
شمال شرق البلاد ليست مماثلة لكارثة تشرنوبل عام 1986، وأضاف أن "الإشعاع
تسرب إلى الجو، لكن ليست هناك أنباء عن تسرب كميات كبيرة".
وتقع محطة فوكوشيما دايتشي على بعد نحو 240 كلم إلى الشمال من طوكيو على الساحل الشمالي الشرقي من البلاد.
ويمثل اتجاه الرياح عاملا رئيسيا في الحكم على الأضرار المحتملة التي ستلحق
بالبيئة من الإشعاع المتسرب من المحطة التي دمرها أكبر زلزال يضرب اليابان
يتم تسجيله حتى الآن وما تبعته من أمواج مد عاتية.