القات محصول خطير يستنزف مياه اليمن
تواجه عدد من المدن اليمنية، ومن ضمنها العاصمة صنعاء، مشكلة شح المياه وندرتها، مما يتهدد في تحولها إلى مدن أشباح خلال 20 عاما من الآن كما ذكر خبير المياه في الوكالة الألمانية للتنمية GTZ أنور السحولي، وقد أوضح أن بعض الآبار في العاصمة صنعاء، يتراوح عمقها حاليا بين 800 إلى 1000 متر، وانه يستلزم استخدام أجهزة التنقيب عن النفط للوصول إلى المياه الجوفية التي أصبحت نادرة.
وفي أماكن أخرى من اليمن تبرز مشكلة توفير المياه بشكل واضح، وبالرغم من جهود السلطات الرسمية لتوفير المياه، إلا أن ما يحد من التغلب على تلك المشكلة وما يستنزف جانبا كبيرا من مياه البلاد، استمرار الاهتمام بزراعة نبته القات المخدرة في اليمن والتي تستنزف 37 % من مياه البلاد لريها.
يقول الخبراء أن القات يشكل خطرا على أهل البلاد، بل وسيقود البلاد إلى كارثة، فمن جانب يستنزف جانبا كبيرا من الموارد المالية لأهل البلاد لشرائه، كما انه يستنزف موارد البلاد المائية والتي كان الأولى أن يتم صرفها لزراعة نباتات ومحاصيل وغلال زراعية تلبي المتطلبات الغذائية للسكان.
وبالرغم من إقرار الحكومة اليمنية لمجموعة كبيرة من الخطوات الإصلاحية في مجال توفير المياه والحد من هدرها، بيد أن استمرار وازدهار تجارة القات في البلاد، مازالت تقف عائقا حقيقيا أمام تنفيذ مثل تلك الخطط الطموحة، فأكياس القات التي تباع يوميا في البلاد والتي يتم تخزينها في الأفواه تعطل سير عملية النمو والإنتاج الصناعي والاقتصادي لعدد كبير من سكان البلاد لعدة ساعات يوميا، وهي في نفس الوقت تباع على حساب قوت السكان وغذائهم ومائهم الذي بالكاد يستطيعون العثور عليه.