ما يقال عند التثاؤب
عبد الله وصديقه عمر يسيران في الشارع
كان عبد الله وصديقه عمر يسيران في الشارع عائدين إلى منزليهما بعد يوم دراسي تخلله لعب ممتع وشيق فاز فيه عمر على عبد الله.
قال عبد الله:
- "لقد كان يوما مليئا بالتعب."
- "لا عليك يا عبد الله، أكلّ هذا لأني هزمتك اليوم في اللعب؟"
صاح عبد الله في حماس:
- "لا يا فالح، وسوف أردها لك غدا!"
- "بل سوف أهزمك مرة أخرى وسوف نرى!"
فلما وصل عمر إلى بيته، ودعه عبد الله بتحية الإسلام قائلا:
- "السلام عليكم"
فرد عمر التحية بأحسن منها:
- "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته."
وأكمل عبد الله سيره نحو منزله، لكنه كان يمشي متعبا بعد ذلك اليوم الشاق، فتثاءب بصوت عالٍ، فاردا يديه على اتساعهما، ناسيا أنه في الشارع ولا يصح أن يفعل هذا. فرأته حقيبته العاقلة فصاحت فيه غاضبة:
رأته حقيبته العاقلة
- "ما هذا يا عبد الله؟! أيليق بك أن تفعل هكذا؟!"
- "رفقاً يا صديقتي، إنني اليوم مرهق جدا."
- "آااااااه ، وهل هذا الصوت يزيل عنك الإرهاق؟"
فأجابها عبد الله، وقد شعر أنه قد أخطئ فعلا:
- "معك حق. معك حقا أيتها الصديقة، إنها عادة خاطئة."
- "ولما لا نتخلص من عاداتنا الخاطئة ونستبدل بها ما يزيد حسناتنا؟"
- "هذا ما ينبغي يا صديقتي، فقد سمعت رجلا حينما تثاءب قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم."
لكن ذلك أيضا لم يعجب الحقيبة العجيبة، فأرادت أن تعلم صاحبها عبد الله الصواب، فقالت له:
- "وهذا خطأ أيضا يا عبد الله؛ فلم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم."
- "عليه الصلاة والسلام"
واحتار عبد الله ماذا عساه أن يقول أو يفعل إذا شعر بالرغبة في التثاؤب؛ فسأل الحقيبة:
- "فماذا يجب أن أفعل عند التثاؤب يا صديقتي؟"
ردت الحقيبة الحكيمة قائلة:
- "أن تحاول رد التثاؤب بقدر الإمكان، وتضع يدك على فمك حتى تكون في وجه الشيطان؛ فهو يضحك ممن يتثاءب بطريقتك الماضية."
فكر عبد الله قليلا ثم سأل الحقيبة:
- "وكيف أضعها يا صديقتي؟ وأي يد منهما؟"
وهنا أخرجت الحقيبة يديها الاثنتين وقالت له:
- "تضع على الفم عند التثاؤب يا عبد الله بطن اليد اليمنى أو ظهر اليد اليسرى هكذا."
فقلد عبد الله الحقيبة، ووضع باطن يده اليمنى
-"هكذا؟!
فقلد عبد الله الحقيبة، ووضع باطن يده اليمنى
سُرت منه الحقيبة وضحكت قائلة:
- "نعم! أحسنت."
- " شكرا لك يا صديقتي، لقد كدت أن تنسيني الإرهاق."
وتثاءب عبد الله مرة ثانية، ولكنه في هذه المرة تذكر، ووضع ظهر يده اليسرى على فمه، ثم أكمل مسيرته نحو منزله.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يحب العُطاس ويكره التثاؤب؛ فإذا عطس أحدكم وحمد الله، كان حقا على كل مسلم سمعه أن يقول: يرحمك الله، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان".
رواه البخاري