عوامل الإجابة على أسئلة الطفل المحرجة
أسئلة الطفل المحرجة مسألة عادة ما يتهرب منها الآباء، فعادة ما يطرح الأطفال أسئلة قد تكون محرجة للأهل؛ ولكن يغفل الأهل أن الطفل طارح السؤال هو صفحة بيضاء وغير مدرك لحرجة السؤال أو وقعه، وهو بالطبع لا يهدف إلى تكوين ثقافة جنسية من خلاله. فالطفل بطبيعته جاهل لمبدأ الجنس أصلاً (وإن رأى المحللون أنه يعيه بصورته غير المتشكلة). ويختلف الجواب على أسئلة الطفل المحرجة من طفل لآخر، تبعًا لمجموعة من العوامل المؤثرة في شخصية الطفل وهذه العوامل هي:
- عمر الطفل: هذا العامل يحدد مدى قدرة الطفل على الاستيعاب، وبالتالي فإنه يحدد أسلوب الجواب.
- جنس الطفل: عادة ما تميل أسئلة البنات إلى فئة أسئلة استكشاف الجسد.
- ترتيب الطفل في العائلة: حيث يتحدد الجواب من خلال المعلومات التي قد تنتقل للطفل من إخوته.
- نوعية العلاقة بالأم: هل هي علاقة إعجاب أم ذوبانية أم تمردية أو غيره.
- مناسبة طرح الطفل للسؤال: تؤثر المناسبات المختلفة على نوعية الإجابة التي تقال للطفل، فيطرح الطفل الكثير من الأسئلة المحرجة عند ولادة أخ جديد له، أو الخروج إلى المدرسة أو اللعب مع أطفال آخرين.
وهناك بعض الحالات الخاصة التي تقتضي تصرفًا خاصًا لكل منها على حدة.
ومن هذه الحالات هي:
- الطفل الأصغر في العائلة:
صغار الأطفال لا يسألون عادة أي أسئلة محرجة، وذلك ربما لتسرب الأجوبة إليهم عن طريق الأخوة الأكبر. فإذا سأل هذا الطفل أي سؤال محرج، فإن العامل الأساسي الذي يجب علينا تحديده، من أجل اختيار الإجابة المناسبة، هو ما هو السبب الذي دفع بالطفل لمثل هذا السؤال وما هي مناسبة طرحه.
- الطفل الذائب في أمه:
عادة ما يكون هذا الطفل عرضة للشعور بالقلق عند رؤيته لأي إيحاء قد يحتوي على إيذاء لأمه، وأي نقاش ذو منحى جنسي، فهذه النوعية من الأطفال تكون بالغة الحساسية والتأثير. الأمر الذي يدعونا في بعض الأحيان إلى الإقلال من أي إيحاء أذى قد يحسه لاحقًا بالأم، كأن نتجنب الحديث عن آلام ومتاعب الحمل..الخ. ومن الضروري على الأم أن تشرح للطفل مثل هذه الأمور لتهيئته لاستيعاب الحقيقة دون أن يطرح هو السؤال.
- الطفل الكبير:
هذا الطفل يتوصل عادة إلى القدرة على استيعاب مفهوم المكان، وخاصة فيما يتعلق بجسده وأعضائه، كما أن هذا الطفل يكون قد اختبر قدرته الاجتماعية عن طريق الاختلاط برفاقه، وخداع هذا الطفل هو أمر صعب.
إضافة إلى أن الطفل الكبير قد يكون مدركًا للمبدأ التناسلي (ولو بصورة غير دقيقة) من رفاقه، وقد يكون سؤاله بمثابة فخ للأهل، ويترك الجواب في هذه الحالة بالغ الأثر على علاقته بأهله وعلى ثقته بهم.
- طفل الأم الحامل:
وهو الطفل الذي تنتظر أمه مولودًا جديداً، إذ تتفجر لدى هذا الطفل عقدة قابيل (التنافس بين الإخوة وبخاصة المولود المنتظر) بما يرافقها من كره وغيرة وغيرها من المشاعر السلبية.
الأمر الذي يجعل هذا الطفل يتساءل بعدائية من أين سيأتي أو أتى هذا المخلوق الجديد؟ ومن واجبات الحامل أن تستعد وتعد الطفل للإجابة عن هذا السؤال وذلك منذ اللحظة التي تعرف الأم فيها أنها حامل.