نيويورك: تقضي ملايين النساء في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في كل يوم ساعات وهن أمام مواقد تنفث الدخان في منازل سيئة التهوية، بيد أن طهي الطعام ثبت أنه قاتل لهؤلاء الأمهات.
وكل عام، يتوفى ما يقدر بمليوني امرأة ورضيع مستلق على ظهره أو أطفال يجلسون بقرب أمهاتهم خلال طهيهن للطعام، بسبب استنشاق دخان سام. وهذا أقرب إلى ما معدله حالة وفاة كل 16 ثانية، وفقا لما يقوله خبراء في مجال الصحة.
ويسهم الدخان في نطاق واسع من الأمراض المزمنة مثل الالتهاب الرئوي، وهو القاتل رقم واحد للأطفال في مختلف أنحاء العالم، وانتفاخ الرئة، وسرطان الرئة، والتهاب الشعب الهوائية، وأمراض القلب والأوعية الدموية وانخفاض وزن المواليد.
وكان الارتفاع المذهل لأعداد الوفيات المرتبطة باستنشاق الدخان هو الإحصائية التي لم تحظ بكثير من المناقشة في قمة حظيت فيها صحة الأم والطفل بالكثير من الاهتمام بالإضافة إلى المراجعة الدقيقة للأهداف التي تم تحقيقها والتي تم الإخفاق فيها.
وعندما تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري رودهام كلينتون عن مواقد الطهي النظيفة، انتبه العالم والتفت للملاحظة.
وأعلنت كلينتون، التي تدافع بقوة من أجل تحسين صحة المرأة في أنحاء العالم، في وقت سابق هذا الشهر مبادرة لمثل هذه المواقد في الدول النامية.
ويتضرر ما يقدر بثلاثة مليارات شخص - أو نحو نصف سكان العالم - جراء المواقد التي تعمل بالفحم أو الخشب أو المخلفات الزراعية أو روث الحيوانات. يذكر أن هدف "التحالف العالمي من أجل مواقد طهي نظيفة" الذي أعلنته كلينتون هو تبني 100 مليون منزل لمواقد طهي نظيفة وتتمتع بالكفاءة ووقود بحلول عام 2020.
وقدرت منظمة الصحة العالمية أن الدخان هو رابع أسوأ المخاطر الصحية في البلدان النامية، بعد مياه الشرب غير النظيفة ونقص المرافق الصحية، والعلاقات الجنسية غير المأمونة، وسوء التغذية.
وجاء إعلان كلينتون في الاجتماع السنوي لمبادرة كلينتون العالمية، المنظمة الخيرية التابعة لزوجها الرئيس الأمريكي الاسبق بيل كلينتون.
وقالت كلينتون إن "الناس يطهون على النيران المفتوحة والمواقد القذرة طوال التاريخ الإنساني، لكن الحقيقة المبسطة هي أنها تقتل ببطء ملايين البشر وتلوث البيئة".
وأضافت "بيد أنه في الوقت الحالي، نظرا للتقدم التكنولوجي وأدوات تمويل الكربون الجديدة وتنامي مشاركة القطاع الخاص، نستطيع أخيرا أن نضع رؤية لمستقبل تحل فيه المواقد النظيفة والرخيصة محل النيران المفتوحة والمواقد القذرة".
وتعهدت الأمم المتحدة بتقديم 50 مليون دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة مخصصة لهذه الشراكة بين القطاع العام والخاص، والتي يتراوح المتعاونون معها بين وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الطاقة ومراكز مكافحة الأمراض إلى مؤسسة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وحكومات ألمانيا وبيرو والنرويج.