واشنطن: بينت دراسة علمية أن "الذرة البرتقالية" قادرة على تحسين حياة ملايين الأفراد الذين يعانون من سوء التغذية، بفضل توفير المزيد من فيتامين "أ" في نظامهم الغذائي، وهو الفيتامين الذي يتسبب نقصه المنتشر بين الفقراء في إصابة نحو 500 الف طفل بالعمى سنويا، والتعرض لأمراض أخرى بل والموت.
ويتوفر فيتامين "أ" في اللحوم والبيض والخضار (الغامق الخضرة) والبرتقال والفواكه عموما، وكلها سلع مكلفة للغاية بالنسبة للأهالي الفقراء، خاصة في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تمثل الذرة المصدر الرئيسي للتغذية، وحيث يستهلك السكان كميات كبيرة من عصيدة الذرة البيضاء، بما قد يبلغ نصف كيلو للفرد يوميا.
ومراعاة لهذا التفضيل الغذائي التقليدي، ركز الباحثون على دراسة وزراعة الذرة البرتقالية اللون لاحتوائها كميات أكبر من "بيتا كاروتين" وهي المادة التي يحولها جسم الإنسان إلى فيتامين "أ" أثناء عملية الهضم.
وبهذا "اكتشفت" دراسة أجريت مؤخرا برئاسة الدكتور ويندي وايت من جامعة ولاية آيوا، قسم علوم الأغذية والتغذية البشرية، مصدرا جديدا لفيتامين "أ" الحيوي.
هذا ويخطط برنامج "هارفست بلس" لإدخال هذا النوع من الذرة في عام 2012 في زامبيا، حيث يضر نقص فيتامين "أ" بالأحوال الصحية لأكثر من 53 في المئة من الأطفال.
ومن المقدر أن توفر محاصيل الذرة البرتقالية 30 في المئة من الاحتياجات اليومية من فيتامين "أ" للأطفال في سن 2-6 سنة، وكذلك 40 في المئة من الاحتياجات اليومية للنساء من فيتامين "أ" في سن الإنجاب.
ونظرا لأن هذا النوع من الذرة ينمو أساساً في مناخ المناطق الشمالية، يعمل الدكتور كيفن بيكلسي مع معهد زامبيا للبحوث الزراعية من أجل تكييف الذرة البرتقالية مع أحوال البلاد المناخية.
وتقول بوني ماكلافيرتي، مديرة إدارة التنمية في مركز "هارفست بلس"، لوكالة انتر بريس سيرفس أن الذرة البرتقالية ستدخل إلى زامبيا، لكنها تتوقع أن تنتشر فوائدها لتشمل غيرها من دول المنطقة.