في الحقيقة إن ما يميز المستحضرات الأصلية عن تلك المقلدة أو المغشوشة، هو المواد التي تحتويها والتي تجعلكِ تثقين بأن هذه العلامة أو تلك لن تصنع لكِ مستحضراَ يضر ببشرتك أو جلدك. فالعلامات المعروفة تحافظ على مصداقيتها من خلال جودة ما تطرحه في الأسواق. ولكن لا يخلو الأمر من تقليد وغش في شركات تجارية نحاول محاكاة وتقليد العلامات الكبيرة، وكثيراً ما تقع العين الغير خبيرة في خطأ الخلط بين الأصلي والتقليد.
وكنتيجة طبيعية لذلك تحتوي العطور وأدوات الماكياج واللوسيون وغيرها من مستحضرات التجميل على بعض المواد المحظورة التي ثبت طبيا أنها تلحق أضرارا بالغة بالبشرة. وتأكيدا لهذه الحقيقة المفزعة تستخدم المستحضرات المغشوشة حامض البوليك "اليوريك" كمادة حافظة ، علما بأن حامض البوليك هذا هو أقل مكونات هذه المستحضرات خطورةً على البشرة.
ويؤكد العضو بحركة "مكافحة قرصنة المنتجات والماركات العالمية" المحامي هانيس لوكالة د ب أ، على هذا المعنى، إذ أوضح أن الفحوصات الطبية التي تم إجراؤها على مستحضرات التجميل المقلدة اكتشفت احتوائها على مخففات الطلاء وأن كريمات الحماية من الشمس لا توفر أية حماية من الأشعة فوق البنفسجية. ويرد ذلك إلى عدم اكتراث تجار هذه المنتجات المقلدة بمفاهيم حماية المستهلك على الإطلاق، فهو لا يعنيه بتاتا ما إذا كانت مستحضرات التجميل المغشوشة ستتسبب في إصابة المستهلك بضربة شمس أو طفح جلدي.
وصحيح أنه ليست كل مستحضرات التجميل المقلدة تؤدي على الفور إلى الإصابة ببعض الأمراض ، غير أن أقل هذه المستحضرات خطورةً عادة وما تتسبب في إلحاق أضرار لا يستهان بها. فكثير من العطور الملونة المغشوشة تترك آثارا - بخلاف الماركات الأصلية – على الملابس أو تلحق أضرارا بالغة بالمجوهرات. أما أقل الخسائر التي يتكبدها مشتري هذه المستحضرات المقلدة فهي سرعة تطاير العطر وزوال تأثيره.
كما أن زجاجات العطر لم تسلم هي الأخرى من التقليد. وتتمثل خطورة هذه الزجاجات الرخيصة في احتمالية تعرضها للكسر بداخل حقيبة السفر وتلطخ باقي الأغراض. وحتى الأشخاص الذين يحرصون على شراء زجاجات العطر الفخمة ليسوا في مأمن من هذه المستحضرات المغشوشة ؛ إذ قد تكون مملوءة بالماء وليس بالعطر.
وفي الواقع، ليس من السهل التفرقة ما بين مستحضرات التجميل الأصلية والمغشوشة على الإطلاق والسبب في ذلك يرجع إلى مهارة الشركات المنتجة لمستحضرات التجميل المغشوشة في تقليد مستحضرات التجميل الأصلية بدقة متناهية، يصعب معها على الشخص العادي التمييز ما بين المنتجات والأصلية والمقلدة. و السعر هو أهم عوامل اكتشاف مستحضرات التجميل المقلدة ، فإذا رأى المرء أن سعر المنتج زهيد بالنسبة للماركة التي يحملها، فإن هذا يعد قطعا مؤشراً على أنه ليس منتجاً أصلياً. ومن هذا المنطلق ينبغي عدم شراء مستحضرات التجميل من الأسواق أو البازارات، وإنما من محلات العطور الشهيرة ، كي يضمن المرء أن المنتجات التي سيشتريها تطابق المواصفات القياسية والاشتراطات الطبية الواجب إتباعها.