لا تَكْتُبي بالصّمْتِ أيّامَ النَّوى
** ـــــــــــــــــــــــــــ **
لا تَكْتُبي بالصّمْتِ أيّامَ النَّوى
فالصَّمْتُ يُرْهِبُني
والصَّمْتُ يَقْهَرُني
والصّمْتُ مفْتَاحُ الجَفَا
لا تَكْتُبي
فالحُبُّ في القَلْبِ اظطرَابٌ
وهيامٌ
وجَوى
والحبُّ ليْلٌ أسودٌ
مُتمردٌ
لا يُحْتَوى
كوني له كالعبدِ باتَ مسهّداً
يرجُو الرضى
منْ سيّدٍ لَعِبتْ به
ذاتُ الشَّمولِ
فمَا أفَاقَ ولا ارْتَوى
لكِنَّني
مَا عُدْتُ احْتَملُ البَقَا
مَا عُدْتُ احْتَملُ المَآقِي تَقَرَّحَتْ
قدْ صَالَحتْ جَمْرَ الغَضَى
لا تَكْتُبِي
فالقَلْبُ في الصّدْرِ اكْتَوى
بجَحيمِهَا
ورَحيقِهَا
بالصَّمْتِ أضْحَى سَيّداً
يَقْتَاتُ مِنْ عَبَثِ اللِّقَا
يَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ
يُسَمّيهِ الّذينَ تَسَامَرُوا
روح الوَفَا
لا تَكْتُبِي
لا تَجْعَلي للصَّمْتِ بَابًا
وسِتَارًا
وحِجَابًا
قَدْ مَضَى عَهْدُ المَمَالِيكِ
فَثُورِي
ثَوْرَةً تَجْتَاحُ أسْوَارَ المَدَى
مَا حِيلَتي
ومَدِينَتي ..حُلُمٌ تَبَدَّدَ في الفَظَا
بَيني وبَيْنَكِ .. ألْفُ سُورٍ فارْحَلي
وخُذي بَقَايَاكِ الَّتي
عَتَّقْتُهَا
تَشْفي العَليلَ
إذَا تَمَادَى في الهَوَى
لا تَعْزفي بالصَّمْتِ
أوْتَارَ المُنَى
فالصَّمْتُ يَغْتَالُ الزُّهُورَ بأرْضنَا
يَمْتَصُّ أنْفَاسَ الشَّذَى
ذَبُلَتْ أزَاهِيرُ الرَّبيعِ
فهَلْ تُرَاني رَاحلٌ
هذَا المَسَا ...؟
لا تَكْتُبِي تَاريخَنَا
أسْوَارُه صّمْتٌ طَويلٌ
كَلَيالي البَرْدِ في فَصْلِ الشِّتَا
منْ يَقْرَأ التَاريخَ يا سَيِّدَتي ...؟
مَلَلُ الحَياةِ أضَاعَكِ
وأضَاعَني
في رُدْهَةِ الصَّمْتِ الرَّهيبِ
وما انْتَهى