الحب والغرام.... حلال ام حرام ؟؟
فعلينا أن نعي وندرك في تعاملنا مع الشباب ولدى توجيههم
النقاط التالية:
1-
أن كل شاب وشابة يبحثون ويتطلعون للعيش في قصة حب رومانسية تماثل ما
يبشر به الإعلام
والفن والأدب.
2- أن
المجتمعات المختلطة –خاصة في الجامعة- وأسلوب التعامل المنفتح غير المضبوط
بين الجنسين
يجعل الأمر سهلا وملحا جدا ومقاومته في غاية الصعوبة، لذا علينا ألا
نشجع أبدا أبدا
على الانخراط في المجتمعات المختلطة .
3- أن أبواب
الفتن المفتوحة من
لباس فاتن وأغان داعرة وسلوكيات مغرية تجعل مقاومة هذا أمرا عسيرا جدا..
4- أن انتشار
هذا الامر يجعله
يبدو هو الوضع الطبيعي، ويجعل من لا يمارسه يبدو شاذا أو معقدا، أو يُعير بأنه
لا تجارب له ولا خبرة..
5- أن انتشاره
حتى بين فئة –من يسمون بـ- الملتزمين يجعل القدوة الحسنة
غائبة تماما، ويجعل الخطاب الشرعي مع الشباب عسيرا جدا...
والرسائل التي
اريد إيصالها للشباب ,تتلخص في
النقاط التالية:
1- الإلحاح على
فكرة أن الحب الحقيقي والدائم والمستمر
هو الحب الذي ينشأ بعد الزواج.. وبيان ذلك من خلال القصص الواقعية
والمقالات الادبية
والشعرية، لمقاومة الإعلام الفاسد الذي يزين الرذيلة ويشوه الفضيلة،
ويحبب الحرام ويبغض
الحلال...
2- الحب دون
زواج، وبنية التسلية وزيادة الخبرات
أو تمضية الوقت، أو الحب من أجل الحب.... حرام.
3- أن الحب لا
يتولد فجأة هكذا، بل يبدأ بإعجاب، يتحول إلى انجذاب، ثم يتحول إلى
حب، وتحوله من مرحلة الانجذاب إلى الحب يكون بفعل الإنسان، بتفكره بالشخص
الآخر، وتتبعه لأخباره، ومراقبته، والاتصال به، ولقائه، والخلوة به،
ودوام التفكير به،
وتسهم الموسيقى والغناء والشعر وغيرها في تنمية هذا الشعور
وإذكائه، لذا فمن كان
يعلم من نفسه عدم القدرة على الزواج، أو استحالة اقترانه بمن انجذب إليه/ها،
فعليه أن يبتعد عن كل هذه الأفعال حتى لا يتحول انجذابه إلى حب،
وينتهي بقلب محطم..
وليعلم أن الانجذاب الخارج عن إرادته لا يحاسب عليه، ولكن أفعاله الأخرى التي
تنمي هذا الانجذاب هي التي يحاسب عليها "اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك"
4-
أما إن شعر الشاب بانجذاب نحو فتاة معينة، وكان مستعدا
للزواج، فليدخل البيوت من أبوابها، وليتقدم لأهلها، ليتمتع بحبه في الحلال وفي
النور.
5- إن شعرت
الفتاة بانجذاب نحو شاب معين، وعلمت
أنهما متناسبان، فالصواب أن تبادر بمصارحة أهلها، علهم يوسطون من يلمح
للشاب ويحثه على التقدم
لها، ولها في قصة سيدنا موسى عليه السلام مع ابنة شعيب أسوة حسنة،
فإن تم المراد
فبها ونعمت، وإلا علمت ألا أمل فحمت نفسها وقلبها من التحول من
مجرد انجذاب إلى
قصة حب أليمة من طرف واحد.... وحافظت على قلبها طاهرا نقيا خاليا
لابن الحلال الذي
قسمه الله تعالى لها... "وفي السماء رزقكم وما توعدون"..
6-
إن كان الشاب قد بلغ مرحلة الحب فعلا، ولا يستطيع الزواج،
فعليه أن يعف نفسه،
ويصبر ويحتسب وعليه بالصوم، ويستعين بالله، ولا ينجرف مع هواه فيما يغضب الله
عز وجل..
7- إن عانى
الشاب من تجربة حب فاشل، أو رفضته المحبوبة أو أهلها، فليعلم أن
الزمان كفيل بمسح الجراح، وأن الإنسان قد رزق نعمة النسيان، فلا
يحاول سجن نفسه في
ذكرياته المؤلمة، بل يبحث عن زوجة صالحة يتمتع معها بالحب الحلال.
ولا يلح على هذه
العلاقة التي علم أنها لن تنتهي بالزواج، لأن هذا سيقوده للوقوع في المعصية.
8- أن تجارب
الحب الفاشلة لا تترك ذكريات جميلة، بل بالعكس، إنها تترك جراحا
غائرة ومؤلمة، فليس أشد ألما على النفس من شعورها بالرفض ممن تحب،
أو بالحرمان
منه، لذا فليحصن الإنسان قلبه ولا يتركه مفتوحا لكل فرصة سانحة، بل
يحاول حراسته
والسهر عليه لحمايته، حتى يحين وقت شغله بالحلال، حين يكون مستعدا
للزواج.
9- الرغبة في
الوقوع في قصة حب رومانسية، مع عدم الاستعداد للزواج، لأن الحب
نفسه سعادة وشعور لذيذ، خطأ كبير ووهم، لأن الحب عاطفة متأججة لا تهدأ
ولا ينطفي
أوارها، وتحرم صاحبها الهدوء وراحة البال حتى يجد لها تفريغا، فإن
كان التفريغ
الحلال غير ممكن، قادته وألحت عليه للتفريغ الحرام، فيقع في الزنا
والزواج العرفي
وغيرها من مصائب، فإن كان تقيا وتجنب هذا، حولت حياته لجحيم من
الحرمان والعذاب
والشقاء.
10- تعتقد الفتاة
أنها يمكن أن تعيش قصة حب عذري
مع الفتى، والواقع أن طبيعة تعبير الرجل عن حبه لا يمكن إلا ان تكون
بصورة حسية، لذا لا يمكن
أن يصدق انها تحبه، ولا يمكن أن يكتفي منها أو يقنع إلا باللقاء
الحسي، لذا عليها
ألا تخدع نفسها، ولتعلم أنه إن لم يكن زواجه منها ممكنا، واستمرت مع
ذلك في علاقتها
معه، فإنها تسير نحو الفاحشة بخطا واسعة.
11-
الحب الذي لا ينتهي بالزواج إما أن ينتهي لعلاقة غير شرعية
تدمر الطرفين، أو
ينتهي بفراق وآلام وعذاب يحطم القلب وتبقى آثاره السلبية مؤثرة على الانسان حتى
بعد زواجه في المستقبل.
12-
ليس شرطا للزواج الناجح مطلقا
أن يبنى على قصة حب، ودراسة ميدانية لأحوال المتزوجين، تكشف أنه لا
فرق أبدا
في السعادة
الزوجية بين من يتزوج عن حب وبين من يتزوج عن طريق تقليدي، فالشرط
الهام للسعادة
الزوجية هو حسن الاختيار .